الجواهر – English

ينبغي للإنسان أن لا يتعلق بالأحلام ولا يهتم بها وليعرض عنها؛ لأنه إذا اهتم بها واغتم عند المكروه منها لعب به الشيطان وصار يوريه في منامه أشياء تزعجه وتشوش عليه، فالأولى للإنسان أن يتناسى الأحلام وأ ابن غانم المقدسي واسمه الكامل هو إبراهيم بن يحيى بن غنام أبو طاهر الحراني المقدسي النميري، واحد من أشهر علماء تفسير الأحلام والرؤى والذي له العديد من المؤلفات والكتب الخاصة بتفسير الأحلام.
علم تفسير الأحلام
- نود أولا أن نوضح أن ما يتم عرضه من تفسيرات للأحلام، مجموعة من التفسيرات التي وردت عن اجتهادات العلماء المتخصصين في علم تفسير الأحلام، حيث أن ما نقدمه من تفسيرات ليس سوى مجموعة من الاجتهادات البشرية، التي استند عليها العلماء، وتم استنباطها من القرآن والسنة
- إلا أن هذه التفسيرات لا يمكن الجزم بصدقها، حيث أنها كما ذكرنا مجموعة من الاجتهادات البشرية، التي قد تصيب أو تخطئ، حيث أن علم التفسير ليس علم مطلق، لذلك لا يجب تصديق أحكامه بشكل يقيني، حيث أن القدر بيد الله وحده، ولا يمكن التنبؤ به أو معرفته
- لذلك نسعي عزيزي القارئ لتقديم هذه التفسيرات التي وردت عن المتخصصين من خلال هذا الموقع، حيث تعمل على تقديم مجموعة من الآراء من خلال البحث الدقيق، ولا نقدم تفسيرات شخصية، ولكن ما نقدمه عدد من التفسيرات لصرح من العلماء المتخصصين في علم التفسير
- يعد علم تفسير الأحلام من العلوم التي لها العديد من الأسرار والخبايا، إلا أنه يعتبر علم شرعي إسلامي يستند على قواعد لها أسس في القرآن والسنة، حيث يهدف إلى تفسير الرؤى التي يراها الإنسان في منامه
- كما يعد علم تفسير حلم علم غير معترف به أكاديميا، ولا يدرس في الجامعات والمعاهد المعتمدة
الرؤى التي وردت القرآن الكريم
- اشتمل القرآن الكريم على عدة أحلام، حيث ذكرت العديد من الآيات أحلام مختلفة وتفسيرها، كما ورد في سورة يوسف، حيث ذكر فيها عدة آيات تتحدث عن أحلام متنوعة، يحمل كل منها معني ودلالة مختلفة
- رؤيا سيدنا يوسف (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)
- رؤيا السجينين (وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآَخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ، وجاء التأويل في قوله تعالى: يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الْآَخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ)
- رؤيا الملك (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تَأْكُلُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ)
الرؤيا والتفسير في السنة النبوية الشريفة
- كما تناولنا دلائل عن علم التفسير في القرآن، علينا أن نستكملها من خلال بعض الأحاديث التي وضعت أسس لعلم التفسير، حيث استند عليها العلماء والمفسرين في تفسير الأحلام
- إنَّ مِن أعْظَمِ الفِرَى أنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إلى غيرِ أبِيهِ، أوْ يُرِيَ عَيْنَهُ ما لَمْ تَرَ، أوْ يقولُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما لَمْ يَقُلْ
- مَن رَآنِي في المَنامِ فَسَيَرانِي في اليَقَظَةِ، أوْ لَكَأنَّما رَآنِي في اليَقَظَةِ، لا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطانُ بي
- جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إلى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، رَأَيْتُ في المَنَامِ كَأنَّ رَأْسِي ضُرِبَ فَتَدَحْرَجَ فَاشْتَدَدْتُ علَى أَثَرِهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِلأَعْرَابِيِّ: لا تُحَدِّثِ النَّاسَ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بكَ في مَنَامِكَ وَقالَ: سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بَعْدُ، يَخْطُبُ فَقالَ: لا يُحَدِّثَنَّ أَحَدُكُمْ بتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ به في مَنَامِهِ
- الرؤيا ثلاثٌ، فالبُشْرَى من اللهِ، وحديثُ النّفْسِ، وتَخْويفٌ من الشيطانِ، فإذا رأَى أحدكُم رؤيا تعجبُه فليقصّها إن شاءَ، وإذا رأى شيئا يكرههُ فلا يقصّه على أَحدٍ وليقم يصلي
- إذا اقترب الزمانُ لم تَكَدْ رُؤيا المؤمِنِ أن تَكذِبَ، وأصدَقُهم رؤيا أصدَقُهم حديثًا، والرُّؤيا ثلاثٌ: فالرُّؤيا الصَّالحةُ بُشرى من اللهِ، والرُّؤيا تحزينٌ من الشيطان، ورؤيا ممَّا يحدِّثُ به المرءُ نَفْسَه، فإذا رأى أحَدُكم ما يكرَهُ فلْيَقُمْ فلْيُصَلِّ ولا يحَدِّثْ بها النَّاسَ. قال: وأُحِبُّ القَيدَ وأكرَهُ الغُلَّ، والقَيدُ ثباتٌ في الدِّينِ.
- إنَّ الرُّؤْيا تقَعُ على ما عُبِرَ، ومَثَلُ ذلكَ كمَثَلِ رجُلٍ رفَعَ رِجْلَهُ، فهُوَ ينتظِرُ متى يضَعُها، فإذا رَأى أحَدُكُمْ رُؤْيا، فَلا يُحدِّثُ بِها إلَّا ناصِحًا، أو عالِمًا.
- عن عبد الرحمن بن عوف قال: إنْ كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، قالَ: فَلَقِيتُ أَبَا قَتَادَةَ، فَقالَ: وَأَنَا كُنْتُ لأَرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللهِ، فَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ ما يُحِبُّ، فلا يُحَدِّثْ بهَا إلَّا مَن يُحِبُّ، وإنْ رَأَى ما يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عن يَسَارِهِ ثَلَاثًا وَلْيَتَعَوَّذْ باللَّهِ مِن شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشَرِّهَا، وَلَا يُحَدِّثْ بهَا أَحَدًا فإنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ.
- رؤْيا الصالِحِ جزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءا من النبوةِ، الرؤيَا الصالحةُ من اللهِ، والحلمُ من الشيطانِ.
أصول علم التفسير قديما وحديثا في الإسلام
- اعتمد علم التفسير على عدد القواعد الأساسية، حيث كان لابد من وجود بعض القواعد التي يتم من خلالها استنباط الأحكام، التي تقتصر على عدد من الاجتهادات والتأويلات البشرية وليست أحكام يقينة
- لذلك كانت البداية في الاستناد إلى التأويل ترجع إلى القرآن الكريم، والسنة النبوية ثم مرت إلى
- التفسير بتشابه الأشكال والأحوال والأفعال
- التفسير بالزيادة والنقصان
- التفسير بتشابه الأسماء
- التفسير بالأمثال والكنايات والتعبيرات المجازية الدارجة
- التفسير بالمعنى الشخصي
كبار علماء تفسير الأحلام
- يشمل علم التفسير مجموعة من كبار المفسرين، حيث استطاعوا أن يؤسسوا تاريخ عظيم من الاجتهادات البشرية، التي تسعى إلى تفسير الرؤى
- محمد بن سيرين
- يعد الإمام محمد بن سيرين من كبار علماء التفسير، حيث يمثل علامة في علم التفسير، حيث اشتهر بالورع والزهد والعلم، توفي في 9 شوال 110 هـ
- الإمام البغوي الذي اشتهر بكتابه شرح السنة (كتاب الرؤيا) الذي يعد من أشهر كتب التفسير
- العسقلاني الذي اشتهر بكتابه كتاب التعبير في موسوعته فتح الباري بشرح صحيح البخاري
- ابن قتيبة الدينوري اشتهر بكتابه تعبير الرؤيا
- نصر بن يعقوب الدينوري بكتابه التعبير القادري
- الشهاب العابر بكتابه الشهاب المنير في علم التعبير
أسس ونقاط هامة في علم التفسير
- هناك بعض النقاط التي يجب معرفتها في علم التفسير، حيث أن بدونها قد تشعر بأنك على أرض ليس لها أساس صلب، أو أمام أمور معقدة لا يمكن فهمها
- ليس هناك تفسيرات واضحة لكل ما تراه
- هناك العديد من الاحتمالات للأحلام لا يحقق منها إلا احتمال واحد
- الأصل في تفسير الأحلام البشرى والخير
- تفسير الرؤيا الصحيح يدل على الغيب احتمالا
- الرموز تغلب على الأحلام حيث أن ما نراه قد يكون رمز لحقيقة الرؤيا
- لا يعني بالتفسير سوى أهله
- يجب أن يرتبط التفسير بواقع صاحب الحلم
- تشمل التفسيرات الماضي والحاضر والمستقبل
- التفسير يكون بالاجمال أو التفصيل
- معرفة المفسر لأحوال الرائي
- عدم صدور التفسير إلا عن عالم
هجوم وانتقاد علم التفسير
- شهد علم التفسير في الفترات الأخيرة مجموعة من الانتقادات، من عدد من العلماء
- حيث قال البعض أن تفسير الأحلام يعد موهبة إلهية وليس علم له أسس وقواعد، وبذلك فقد يكون قاصر على الأنبياء
- كما استنكر بعض العلماء وجود علم التفسير أو انتسابه للشريعة الإسلامية
- أشار عدد من العلماء إلى الاستناد إلى غير المتخصصين في علم التفسير، مع ضرورة التوعية لهولاء الأشخاص الذين لا يمتلكون علم أو خبرة
أهم المؤلفات التاريخية في تفسير الاحلام
يوجد بعض المؤلفات التاريخية التي ضمت العديد من تفسير الأحلام والتي يعتمد عليها أغلب المفسرين في وقتنا الراهن ومن أهم تلك المؤلفات هي:- كتاب تفسير الأحلام وتعبير الرؤيا.
- كتاب منتخب الكلام في تفسير الأحلام.
- كتاب الإشارات في علم العبارات غرس الدين خليل بن شاهين الظاهري (ت873ھ).
- كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام عبد الغني النابلسي (ت1143ھ).
- كتاب المعلم على حروف المعجم لإبراهيم بن يحيى بن غنام المقدسي (ت779ھ) (مخطوط).
- هناك بعض الكتب التي اشتهرت بدقتها في التفسير على مر العصور، والتي ترجع إلى عدد من أشهر علماء التفسير
- كتاب تفسير الأحلام أو تعبير الرؤيا وكتاب منتخب الكلام في تفسير الأحلام وهما منسوبان إلى محمد بن سيرين (مطعون في نسبتهما لابن سيرين)
- كتاب الإشارات في علم العبارات لابن شاهين الظاهري
- كتاب تعطير الأنام في تعبير المنام للنابلسي
- كتاب المعلم على حروف المعجم لابراهيم بن يحيى بن غنام المقدسي
أهم القواعد في تفسير الاحلام والرؤى بالإسلام
هناك بعض القواعد التي يجب الاعتماد عليها عند تفسير أي حلم أو رؤيا ومن أهم الأشياء التي يتم الإعتماد عليها هي:- التفسير عن طريق القرآن الكريم.
- التفسير بالأحاديث النبوية الشريفة.
- التفسير بتشابه الأسماء.
- التفسير تشابه الأشكال والأحوال والأفعال.
- التفسير عن طريق الإعتماد على الضد والعكس في المعنى وقلب المعنى.
- التفسير عن طريق الكنايات والتعبيرات المجازية والأمثال.
- التفسير عن طريق المعنى الشخصي.
- التفسير من خلال الزيادة والنقصان.
نقاط هامة في تفسير الأحلام
- ليس كل ما يراه الشخص النائم يكون رؤيا يجب أن يتم تفسيرها.
- تفسير الاحلام لا يتم إصداره إلا من قبل عالم متخصص في تفسير الأحلام.
- أغلب تفسير الرؤى تكون عبارة عن الاعتماد عن الرموز التي يراها النائم.
- عند تفسير الأحلام نجد أن هناك نسبة 1% فقط من التفسير يتم تحقيقه.
- لا يوجد أي اعتمادات خاصة بالحاضر أو المستقبل أو الماضي تخص تفسير الاحلام.
- الأصل في تفسير الأحلام هو التبشير بالخير والسرور للمسلم وتقربه من دينه وأمور دنياه.